أفكار الكبار

الاستهلاكية والإمبريالية النفسية

يعتبر المسيري في كتابه رحلتي الفكرية في البذور والجذور والثمر[1] حضارة الغرب الحديثة بأنها حضارة النموذج العقلاني المادي التي أنجزت التكنولوجيا والسيطرة على العالم بعلومها المجردة وبالتالي استعبدت الكثير من العناصر الأخلاقية والإنسانية غير المادية سعيًا لتبسيط الواقع لتتحكم فيه، وأسفرت هذه الحضارة أيضًا عن أزمات بيئية وحروب عالمية وفقدان الاتجاه وتحول الوسائل إلى غايات وظهور العبثية والعدمية.

 ويرى المسيري أنّ هذه الحضارة الحديثة لم تنفصل عن الإمبريالية والنازية والصهيونية والعنصرية بل سمحت لتحولات مجتمعية عميقة، وظهور أشكال بديلة للأسرة، وازدياد السعار الجنسي والاستهلاك، وظهور شكلٍ جديد للإمبريالية يسميها الإمبريالية النفسية.

ونقف عند الامبريالية النفسية التي يربطها المسيري بزيادة السعار الجنسي والاستهلاكي والتكالب على كل شيء من المقتنيات التي تتكاثر أمام الفرد باستمرار ليستمر تكالبه خلفها.

 تنطلق الإمبريالية النفسية من الإيمان بأن الهدف من الانتاج هو الاستهلاك، والهدف من تزايد الانتاج هو تزايد الاستهلاك، ولا تكتسب حياة المرء معنى بدون الاستهلاك، وأن الإنسان حيوانٌ اقتصاديٌ جسمانيٌ لا يبحث إلا عن منفعته الاقتصادية ولذاته الجسدية، وأن سلوكه لا بدَّ أن يصبح نمطياً حتى يمكن أن يستهلك السلع التي تنتجها المصانع، وحسب مفهوم الإمبريالية النفسية أصبح الاختراع هو أبو الحاجة بعد أن كانت الحاجة هي أم الاختراع.

وتهدف الإمبريالية النفسية إلى تبسيط الإنسان وإفقاده تركيبيته وأبعاده ليصبح كيانًا نفسيًا غير معقد يمكن التنبؤ بسلوكه، وبالتالي يمكن التحكم بسلوكه واقتياده، كما تهدف إلى توليد حالة تنافس دائم يعيشها الإنسان مع من حوله.

يقول المسيري: إن الإمبريالية النفسية هي حضارة السهل بدلًا من المركب والجميل وهي تخلط بين التركيب والتعقيد، فالتركيب هو تعدد الأبعاد والعناصر أما التعقيد فهو اختلاط الأبعاد والعناصر، وليس بالضرورة تعددها.

«إن النظام العالمي الجديد هو عولمة الإمبريالية النفسية وتعميم مفهوم الإنسان الاقتصادي الجسماني الذي لا يكترث بالوطن أو بالكرامة، ولا يهمه سوى البيع والشراء والمنفعة واللذة»

الفرق الإمبريالية النفسية والإمبريالية التقليدية

تختلف الإمبريالية النفسية عن الإمبريالية التقليدية التي اعتمدت على المصادر الطبيعية في آسيا وإفريقيا وباقي القارات، واعتمدت على المواجهة العسكرية مع شعوب العالم الثالث لضمان سيطرتها على الموارد، في حين أدركت الإمبريالية النفسية ازدياد التزاحم على الأسواق والتكلفة الباهظة للدخول في حروب عسكرية عالمية تستنزف طاقة الدول الكبرى الغربية، ووجدت أنّ البديل هو أن تقذف بالدول النامية إلى حروب صغيرة تحقق من خلالها أرباحًا خيالية من خلال تجارة الأسلحة.

كانت الإمبريالية التقليدية تنتشر أفقيًا بالاعتماد على القوة العسكرية أما الإمبريالية النفسية فقد قررت الانتشار الرأسي داخل النفس البشرية ذاتها.

حولت الإمبريالية النفسية النفس البشرية إلى سوق دائم الاتساع يرزح تحت سيطرتها وتوجيهاتها، ويجري ضخ كمٍ هائل من السلع بلا انقطاع في هذه السوق المتجددة على الدوام.

 كما يجري تنميط الفرد حتى يدخل الآلة الاستهلاكية ويقع تحت سيطرة وسائل الإعلام التي تلقي في روعه أنّ هذه السلع سوف تحقق سعادته (والسعادة هنا هي اللذة الجسدية)، ودمج الفرد بالسلعة حتى يصبح إنسانًا متسلعًا ماديًا في حالة غيبوبة إنسانية كاملة.

جندت الإمبريالية النفسية كلّ الطاقات في مختلف وسائل الإعلام للتأثير المباشر وغير المباشر على الفرد ويتجلى ذلك في قطاعات أساسية مثل:

 1. قطاع الأفلام (الإنتاج السينمائي والتلفازي) الذي يشيع العنف والتكالب على امتلاك السلع، وترسيخ صورة الإنسان الذي يعيش اللحظة الآنية.

2. قطاع الأزياء الذي يؤثر على أذواق الأفراد باستمرار.

 3. قطاع الإعلانات التجارية التي تهدف إلى خداع الفرد وسرقته، والتأثير على رأيه وقناعاته. ومع إدراكنا انها كذب في كذب لكننا نتأثر بها ويتغير سلوكنا تحت تأثيرها. ولا ترحم هذه الإعلانات الأطفال الذين لم يملكوا الرأي بعد.

من مظاهر الإمبريالية النفسية

يشعر الإنسان في حيّز الامبريالية النفسية أنه بات يملك أفقًا واسعًا من الاختيار والحرية، وذلك وهمٌ إذْ تتحدّد هذه الحرية بإطار ما تطرحه وتريده وتروجه الشركات المنتجة؛ فالفرد حين يذهب لشراء ملابس مثلًا يظن أنه يشتريها باختياره، دون أن يشعر أنه محكوم بأذواق ونماذج شركات قطاع الأزياء.

 يلهث الإنسان خلف طوفان السيارات الحديثة والمنزل الشتوي والصيفي والأجهزة الإلكترونية والأدوات المنزلية والمفروشات الذكية والملابس والعطور والمأكولات والمنشطات والهرمونات وأدوات التجميل (قطاع التجميل الحافل بالجديد والمدهش كل يوم) كيف سنوقف هذا الاكتساح الإمبريالي العنيف؟ ومن سيقنعنا بالكف عن اقتناء هذه المعروضات المبهرة والتي تلبي المارد الإمبريالي داخلنا؟ المارد الذي يقمع الإنسانية من الداخل.

والامبريالية النفسية تتكئ أيضًا على الجنس وتروج له وتجعل الفرد يلهث خلفه بلا توقف، وأصبحت غالبية الإعلانات التجارية ذات طابع جنسي، فالترويج لسيارة أو عقار أو مقهى أو منتجات قطاع التجميل أي أغراض للزينة لا يخلو من الاستعانة بالجنس، ويعتبر المسيري أنه استخدامٌ ماكرٌ يستند إلى أنّ الجنس نشاطٌ بيولوجي حتمي وهذا الاستخدام الماكر أدى إلى انتشار الإباحية ثم إلى انتشار الشذوذ والدفاع عنه وإلى ظهور منتجات خاصة تلبي احتياجات الشواذ.

والكثير من المطاعم حديثة النشأة – في أي مكان استهلاكي- تلجأ إلى حيلة ترويجية بدعوة فتيات لتناول وجبات في مطعمهم بلا مقابل، بل تشمل الدعوة مصاريف النقل أيضًا، والغاية هي نشر صورة إعلامية للناس مفادها أن هذا المطعم مميز إذ ترتاده مثل هذه الفتيات ذات المزاج الأصعب في الاختيار.

كما نشاهد في كل مكان فتاةً واقفةً أمام باب المطعم أو المقهى أو المتجر لتجذب العملاء بأسلوب يحول هذه الفتاة إلى سلعة، أو أداة ذات دور في عملية الترويج والاستهلاك. كذلك تتحول الفتاة إلى أداة ماكرة في دائرة الإعلام والترويج للأزياء وعرض النماذج الحديثة منها.

ولا شكَّ أنّ الهدف من وراء ترسيخ هذه المظاهر هو إشاعة النموذج الاستهلاكي، وإقناع الفرد أنّ سعادته لا تتحقق إلا بالاستهلاكية.

الاستهلاكية

تسعى الإمبريالية النفسية إلى تحقيق السعار الاستهلاكي الذي لا يعني بالضرورة انحطاطًا أخلاقيًا أو سلوكًا فرديًا أو اختيارًا حرًا، وإنما هو وضع اجتماعي شامل، ونموذج مهيمن على الإنسان من الخارج، ويستبطنه المرء دون أن يشعر، وهو غزو خارجي لنفس الفرد الذي يعيش ضمن قيم مجتمعه الذي يحدّد مقاييس السعادة واللذة.

وتستهدف الاستهلاكيةُ الإنسانَ منذ طفولته من خلال الألعاب المعروضة أمامه والتي تتبدل نماذجها باستمرار، ومن خلال البرامج التلفزيونية والإعلانات المرافقة، ومن خلال الألعاب الالكترونية والمشاهد التي يتناولها الطفل من أجهزته الالكترونية كما يتناول حليب النمو كل يوم.

 وتتولد لدينا رغبة امتلاك جوال جديد وترقب النموذج الأحدث لا شعوريًا، ونشتري الملابس دون الحاجة لها، ونأكل دون جوع، ونحلم بامتلاك كل أنواع السيارات، لا نكتفي بشيء، ولا يشبعنا شيء. إنه عصر الإنسان الروبوت الذي تنبأ به فلاسفة الاغتراب، والذي ينهش كل شيء، حتى البيئة من حولنا.

الاستهلاك والبيئة

إنّ مردّ مشاكل البيئة هي الاستهلاكية، فتضاعف حجم القمامة والأدخنة الصادرة من مصانع الإنتاج والسيارات كلها أثرت على البيئة دون توقف. والأدهى في الأمر أنّ الإنسان لا يهمه الأمر بتاتًا، فتوجهه استهلاكي نفعي قصير المدى، لا يستحوذ في منظومته القيمية على أبعاد أخرى خارج إطار منفعته الشخصية أو لذته الآنية، فهو لا يفكر في الأجيال القادمة، بأن يترك لها بيئة نظيفة، ولا يفكر في الأخلاق الحميدة والقيم المطلقة، فعقليته مبنية على المنفعة الآنية المتجاهلة للغد، المتجاهلة للقيم والكليات.

ويعتبر المسيري أنّ ما حققه التقدم وعالم ما بعد الحداثة ما هو إلا ترانسفير، تلوث يهدد الحياة، وتوحش.

وفي كتابه «الإنسان بين المظهر والجوهر»[2] يتناول إيريك فروم مفهوم الاغتراب في سياق فلسفي وسيكولوجي جديد، إذ يميّز بين مظهر الإنسان النزوي التملكي وجوهره الإنساني، فالجوهر يتجلى في الإنسان بوصفه كياناً خلاقاً تنطوي فيه ذاته كلّ المشاعر الإنسانيّة النبيلة. ويعني فروم بالجوهر الإنسان المجبول بالمشاعر الإنسانية الخلّاقة، كالحبّ والتضحية والإيثار والحرّيّة والكرامة، ويقابل الجوهر المظهر الذي يمثل الجانب التملكي الاستهلاكي الرديء في الإنسان إذ يرمز إلى الأوضاع الساديّة الّتي طرأت على الإنسان في المجتمعات الصناعيّة،

الإنسان الحديث أصبح ترسًا في آلة الإنتاج والاستهلاك، يدور معها ولا يشعر بذلك

«وتقوم المؤسسات الرأسمالية البيروقراطية والإعلامية بوضع الإنسان في صنمية السلعة والاغتراب عبر عمليّة هدم القيم وإطلاق مبدأ اللذّة منهجًا في الوجود؛ إذ أصبح التملّك غاية وهدفًا، وأصبحت المتعة تتصدّر القيم والمبادئ الإنسانيّة وتحوّل الإنسان إلى كائن متوحّش لا يرتوي ولا يشبع، والإنسان في هذه الوضعيّة يشعر بأنّ كيانه الذاتيّ قد تقلّص وانطوى إلى الدرجة الّتي أصبحت فيها هويّته تساوي قدرته على الاستهلاك والتملّك. وقد تجاوز الأمر هذا الحدّ إلى الدرجة التي يتحول فيها الإنسان نفسه إلى سلعة تباع وتشرى وتستهلك في أسواق النخاسة الرأسماليّة. فالمجتمعات الرأسماليّة مجتمعات مظهريّة استهلاكية مضادة للكينونة والأصالة الإنسانية، بل هي مجتمعات يسودها مبدأ التملّك والاستهلاك والمتعة والجشع، ويغيب فيها مبدأ الكينونة الذي يتمثل في الأخلاق والقيم والهوية الإنسانية الأصيلة.»

 ويؤكد فروم الخطورة المدمرة لهيمنة الإنتاج الصناعيّ الذي يفرض سطوته وبطشه على النظم الأخلاقيّة ويعمل على فرض نظام فكريّ جديد يزدري الطبيعة ويحتقر الجانب الإنساني في الإنسان، ويمجّد كلّ ما هو صنعيّ واستهلاكيّ على حساب كلّ ما هو طبيعيّ وأصيل وجوهريّ.

ويحذّر فروم من هيمنة النمط التملكي، ويرى بأنّ هذا النمط سوف يدفع العالم إلى حافّة الهاوية من الناحية البيئيّة والنفسيّة، منبّهًا إلى أنّ نمط الكينونة هو البديل، وهو السبيل الوحيد لتجنيب الإنسانيّة الوقوع في الكارثة.

ففي حين يسجن التملّك الإنسان في عالم نزويّ استهلاكيّ، وهو النمط الّذي يسود ويهيمن في المجتمعات الرأسماليّة المعاصرة، فإنّ الكينونة تشكّل نمطاً من الوجود الّذي يعبّر عن البعد الإنسانيّ في الإنسان، أو الجوهر الّذي يشكّل كتلة من العواطف والميول الإنسانيّة الخلّاقة الّتي تقاوم النزعة إلى التملّك والذوبان في متاهات الحياة المادية.

كما يتناول كتاب الغرب والعالم، لمؤلفه كافين رايلي، ترجمة د. عبد الوهاب المسيري، ود. هدى حجازي، عالم المعرفة 97 جوانب عديدة لهيمنة النموذج الاستهلاكي وتجريد الإنسان من كينونته وجوهره وتحويله إلى فرد استهلاكي بسيط يجري خلف نزواته.

وفي إطار آخر تلمح كلمة الاستهلاكية إلى الهلاك فمصدر الكلمة هو هلك، فيهلك المنتج باستخدامه، ويهلك المال بإنفاقه سدىً، ويهلك من يلهث خلف المنتج بتخليه عن جوهره.

فاستهلاك منتج أو سلعة من أجل تحقيق منفعة مباشرة لا تدوّر إلى سلعة جديدة يؤدي إلى هلاك المنتج، وتهلك الخدمة عندما لا تدور إلى خدمة جديدة. ويهلك المستهلك وهو يلهث خلف إهلاك المنتجات والسلع التي تقذفها المصانع أمامه كل يوم بلا توقف.

إن الامبريالية النفسية لا تجعل للإنتاج هدفًا سوى الاستهلاك، وتسعى لأن تحوّل الإنسان إلى حيوانٍ اقتصادي جسماني لا يبحث إلا عن منفعته الاقتصادية ولذاته الجسدية، وإلى تنميط سلوكه حتى يمكن التحكم فيه واقتياده، وهي تفرق عن الإمبريالية التقليدية التي كانت تنتشر أفقيًا بالاعتماد على القوة العسكرية بانتشارها الرأسي داخل النفس البشرية ذاتها. وقامت بترسيخ مظاهر أدّت إلى إشاعة النموذج الاستهلاكي، وإقناع الفرد أنّ سعادته لا تتحقق إلا بالاستهلاكية.

فهل يستطيع هذا المقال المتواضع أن يقنع القارئ بالكفّ عن الخضوع للإمبريالية النفسية واللهاث خلف الاستهلاكية؟ أو على الأقل إقناعه (بالمقاطعة) حتى لو لم تتوفر البدائل، وحتى لو تتوفر ذات الجودة، والاكتفاء بحاجياته الاساسية، والتفكير بروية قبل الإقدام على شراء منتج جديد، ومحاولة الإجابة عن سؤال: هل هذه السلعة ضرورية حقًا؟ وهل أتاجر مع نفسي فأشبعها وأنسى مقولة عمر بن الخطاب (أو كلما اشتهيتَ اشتريتَ يا جابر ! أما تخاف هذه الآية: { أَذْهَبتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا ).

أم ندخر هذه النقود لنتاجر بها مع الله؛ فنبحث عن مصارف الخير فتنمو لنا عنده أضعافًا مضاعفة؟

وإنّ من الخطورة بمكان أن تهيمن الامبريالية النفسية على العمل الدعوي والرسالي والخيري أيضًا، فتختلط المشاريع الخيرية بالنفعية المادية، وتتشوّه الكلمة الطيبة بنوايا تحقيق الشهرة أو الربح، وتخضع هذه الأعمال لآلة الإعلام فتعجن مع غيرها من الأعمال في نفس الفرن، وتشوب محاضرة أو ورشة تدريبية أو تأليف كتاب أو كتابة مقال بغرض النهضة والتمكين شوائب تخرجها عن سياقها، وربما تفرغها من مضمونها، وتقضي على ثمارها.

إنها حالة لا شعورية يتقمصها الإنسان في المجتمع الرأسمالي وهو يرزح تحت هيمنة النموذج الاستهلاكي المتوحش الذي لا يرحم، وإنه من الصعوبة بمكان مواجهة الإمبريالية النفسية أو التحصن من خطرها ونحن نخضع لتأثير كل أدواتها. لكنّ الإنسان المدرك سيجد لنفسه سوابغ تحميه أو تخفف من أثرها على الأقل، إلا أن غير المدرك سيركب التيار ظانًا بنفسه أنه على الطريق السهل القويم. وما أكثر الطرق السهلة التي تودي إلى الغرق.


[1]  المسيري ،د. عبدالوهاب، رحلتي الفكرية في البذور والجذور والثمر، القاهرة 2000

[2] الإنسان بين المظهر والجوهر، إيريك فروم، ترجمة سعد زهران، عالم المعرفة، 140

أ. عماد كوسا

كاتب روائي وقصصي وناشط في مجال العمل الشبابي والمجتمعي.

أ. عماد كوسا

كاتب روائي وقصصي وناشط في مجال العمل الشبابي والمجتمعي.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى