المؤلف: مدحت القصراوي
عدد الصفحات: ١١٢
الصيام طاقة روحية، ومساحة مفرَدة للتعبد. ولكنّها بين من يأخذها كموسم للتلهّي، ومن يأخذها مأخذًا تعبديًّا منفصلا عن بقية سياق هذا الدين وحقيقته،وقلَّ من يأخذها في سياقها ضمن إقامة هذا الدين وتمثُّله في النفس والمجتمع.
إنّ مشكلة الالتباس في المفاهيم الشرعية اليوم في حياة المسلمين ليست في معرفة تفصيل أحكام الصيام أو الصلاة، بل في معرفة حقيقة الإسلام ومعرفة موقع الصيام والصلاة وغيرها كأحكام واجبة تقوم بها الأمة فرادى وجماعات وتُشرف عليها سلطة قائمة.
ما يحتاجه المسلمون أن يعرفوا سياق الصيام بين أحكام هذا الدين وشرائعه، وأنه جزء من هوية أمة وشريعة قائمة وقوانين حاكمة وقيم سابغة.
ما يحتاجه المسلم هو دور الصيام في تربيته على هذا الدين، وارتباطه بالكتاب المنزل، وترك الذنوب والتطهُّر، والوصول إلى اليقين، والتنعُّم بتطبيق هذا الدين وتمثُّله في كل خَلجةٍ من نفسه، وفي كل كلمةٍ وموقفٍ واتجاهٍ واستعداد.. وصولا إلى الفرحة الكبرى بإتمام القيام بما أمر الله والتمكين لدينه، ثم الفرحة الأعظم يوم لقاء الله تعالى.
على هذا المأخذ كان هذا الكتاب كمحاولةً من فضيلة الأستاذ مدحت القصراوي في هذا الاتجاه، والأستاذ مدحت حاصل على درجة الماجستير في العقيدة والمذاهب المعاصرة، نسأل الله تعالى القبول والنفع للمسلمين ولسائر خلقه تعالى.
