المقالات

ما ذنب الأطفال الذين يُقتَلون ويُصابون في المعارك والحروب؟

الأطفال هم وجع الحروب الأكبر، وكلما سقط الأطفال في الحروب تتعالى في نفوس شريحة من الشباب سؤال عن سبب تقدير القتل أو الإصابة ببتر الأعضاء على هؤلاء الأطفال؟ ما ذنبهم وهم الذين لم يكلّفوا بعد؟ ولماذا يعاقبهم الله تعالى وهم الذين لم يجترحوا السيئات؟

ويلحق بهذه الأسئلة ما قد يثور في العقول والنفوس من أسئلة حول ما يصيب الأطفال من ابتلاءات لا سيما المرض فيتساءل المتسائلون ما ذنب هؤلاء؟ ولماذا يبتليهم الله تعالى بأمراض قاسية قد لا يجدون لها علاجًا وهم لم يذنبوا قطّ ولم يجرِ عليهم قلم؟

والتفكيك الهادئ لهذه الأسئلة الصّاخبة يستلزم منّا التأكيد على نقاط عديدة على الشكل الآتي:

لا بدّ من عدم التسليم بالأسئلة والخوض في الإجابة عنها قبل تفكيكها وردّ مغالطاتها

أولًا: مغالطة السؤال الملغوم أو المركّب أو المعقّد أو المشحون

طرح السؤال بهذا الشكل ينطوي على مغالطة منطقية، فلا يجوز ابتداء التسليم بالسّؤال بهذا الشكل أو بهذه الصيغ التي تنطوي على استبطان نتائج مسبقة أو الزجّ بفرضيات مسبقة تلزم المتلقي بالإقرار بها عند تعامله مع السؤال بصيغته المطروحة.

فالسؤال: ما ذنب هؤلاء الأطفال حتى يقتلوا في المعارك والحروب؟ هو استبطان لفرضية مسبقة وهي أنّ مقتل الأطفال أو إصابتهم أو ابتلائهم بالأمراض المستعصية هو ذنب وهذا افتراض غير صحيح، ولئن صحّ أن نقول أنّ مقتل الأطفال ذنبٌ للإنسان الذي يقتلهم أو يصيبهم أو يتسبب بمرضهم بإهماله فإنّ هذا لا يجيز أن يتمّ توجيه السؤال إلى الخالق جلّ في علاه كما لو أنّ مقتلهم أو إصابتهم أو مرضهم ذنبٌ يمارسه ربنا تبارك وتعالى.

وكذلك السؤال الذي يقول: لماذا يبتليهم الله تعالى بالإصابة أو بتر الأعضاء أو الأمراض القاسية وهم لم يذنبوا قط؟ ينطوي على المغالطة المنطقيّة ذاتها فهو يستبطن فرضيّة مسبقة وهي أنّ الإصابات والابتلاءات عقابٌ من الله تعالى على الذنوب مما يستلزم إنكار ذلك بحقّ الأطفال الذين لم يذنبوا فهم لا يستحقون هذه العقوبة!

ففي كثيرٍ من الأحيان يكون طرح الأسئلة بصيغ تنطوي على مغالطات منطقيّة وترويجها سببًا في تشويش المشهد وتعكير الصّورة، فلا بدّ من عدم التسليم بالأسئلة والخوض في الإجابة عنها قبل تفكيكها وردّ مغالطاتها لأنّ السائل سيعتبر ذلك إقرارًا بما تنطوي عليه من فرضيّات وهذا سيمنع من الوصول إلى أرضيّة مشتركة يقف عليها المتحاورون.

ثانيًا: ليسَ ذنبًا ولا عقوبة لهم بل امتحان لغيرهم

إنّ الابتلاءات التي تصيب الإنسان المؤمن هي علامة على محبّة الله تعالى لعباده المؤمنين وهي تتراوح بين أن تكون علامة على التأديب الإلهيّ ليرجع الإنسان إلى ربه تبارك وتعالى، وهذا هو معنى العذاب في الابتلاء الذي يصيب المؤمن ولا يمكن أن يكون معناه بحقّ المؤمنين ولو كان عصاةً الانتقام الإلهيّ، وهو بهذا المعنى علامة على المحبّة الإلهيّة لعباده المؤمنين حتى العصاة منهم، لأنّ العذاب التأديبيّ علامة محبّة لا انتقام، وقد قال ربّنا تبارك وتعالى في سورة السجدة مبينًا الغاية مما يصيب المؤمنين من العذاب في الدنيا: “وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ”

وبين أن تكون علامة على المحبة التي تعني التقريب ورفع الدرجات والاصطفاء، وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلّم فيما أخرجه الترمذي وابن ماجه بسند حسن: “إنَّ عِظمَ الجزاءِ مع عِظمِ البلاءِ، وإنَّ اللهَ إذا أحبَّ قومًا ابتَلاهم، فمَن رَضي فله الرِّضَى، ومَن سخِط فله السَّخطُ”

وهذا التفصيل يتعلق بالمكلّفين الذين من طبعهم اجتراح السيئات إذ هو الطبع البشريّ، أما الأطفال فإنّه لا يصدق عليهم إلّا وصف المحبة التي تعني الاصطفاء ورفع الدرجات.

صورته صورة ابتلاء وامتحان، وباطنه فيه الرحمة والنعمة، فكم لله من نعمة جسيمة ومِنّة عظيمة، تجنى من قطوف الابتلاء والامتحان

والابتلاءات في عمومها امتحانات واختبارات يقررها الله تعالى على عباده لاختبار صدق عبوديتهم، ولذا فإنّ مقتل الأطفال أو إصابتهم في الحروب أو إصابتهم بالأمراض المستعصية قبل بلوغهم سنّ التكليف يكون اختبارًا وامتحانًا لمن حولهم، فهو اختبارٌ لآبائهم وأمهاتهم بالرضى عن الله تعالى، والصبر على قضائه وبلائه، وهو امتحان للمجتمع والأمة في القيام بواجبها وتأدية حقوق هؤلاء المصابين أو المرضى فيها من حيث رعايتهم وكفالتهم وتنشئتهم والاعتناء بهم وتمكينهم من القيام بمهامهم في إعمار الكون، فإن نجحوا في الاختبار والامتحان فقد نالوا محبة الله تعالى ورضاه وهذا هو مأمول المؤمن وغاية مطلبه في حياته.

ولكنه يغدو بعد بلوغهم سنّ التكليف اختبارًا لهم على الرضى عن قضاء الله فيهم، والتعامل مع هذا الاختبار على وفق ما أمر الله تعالى ورسوله من الرضى والصبر هو علامة محبة الله تعالى لهم أيضًا، ومن جميل ما قاله ابن القيم في “مفتاح دار السّعادة”: “وإذا تأمّلت حكمته سبحانه فيما ابتلى به عباده وصفوته، بما ساقهم به إلى أجلّ الغايات، وأكمل النهايات التي لم يكونوا يعبرون إليها إلا على جسر من الابتلاء والامتحان، وكان ذلك الجسر لكماله كالجسر الذي لا سبيل إلى عبورهم إلى الجنة إلا عليه، وكان ذلك الابتلاء والامتحان عين المنهج في حقّهم والكرامة، فصورته صورة ابتلاء وامتحان، وباطنه فيه الرحمة والنعمة، فكم لله من نعمة جسيمة ومِنّة عظيمة، تجنى من قطوف الابتلاء والامتحان”

ثالثًّا: “وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ”

أنّ رسم التّصوّر الصّحيح لأفعال الله تعالى كفيلٌ بأن يجعلنا ننظر إلى الحوادث بطريقة مختلفة.

إنّ الصّفة التي يتجلّى فيها ربنا تبارك وتعالى على خلقه جميعًا هي أنّه القاهر، فهو يتعامل معهم بالقهر ليبقوا على استذكار دائم بحقيقتهم، ولا يتألّهوا أو يتمرّدوا أو تصيبهم اللّوثة الفرعونيّة “أنا ربّكم الأعلى” فهو يقهرهم بالموت، وهو يقهرهم بالمرض، وهو يقهرهم بالإصابات في الحروب والمعارك، وهو يقهرهم لأنّه الله، فلا يحقّ لأحد أن يحاسبه على فعله أو يسائله على تصرفه وتصريفه، وهو القائل في سورة الأنبياء: “لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ” بل هو يقهر ليساَل، ويقهر ليحاسب، فعندما نوقن أنّنا مقهورون محاسبون فلا بدّ أن نعلم أنّه ليس لنا أن نُسائل القاهر الذي لا يقهره أحد عن سبب قهره لنا بخلاف ما يجب علينا تجاه القهر من المخلوقين فالأصل رفض القهر من المخلوق الذي يقع عليه قهرُ القوي القهار، فالتعامل مع المشهد أنّه جزء من سلسلة مشاهد القهر التي تجلّى فيها ربنا تبارك في عليائه على خلقه يجعلنا نتعامل مع الحوادث بالخضوع للقهار لا التمرّد عليه والإنكار على أفعاله؛ تعالى  الله على ذلك علوًا كبيرًا.

ولو أردنا أن نعقد مقارنة بميزان الربح والخسارة الذي يحتكم إليه المسلم في حياته، فالأطفال الذين قتلوا ورحلوا دون سنّ التكليف خسروا الدنيا الفانية وطول العمر فيها لكنهم ربحوا الآخرة كلها بجنانها ونعيمها وخلودها

رابعًا: “وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ”

من الأسباب التي تجعل هذا السؤال يتفجر في عقول النّاس هو النظرة الاختزاليّة لمعنى الحياة، والنظر إلى هذه الدنيا أنّها هي المبتدأ والنهاية، وأنها هي الحياة الحقيقيّة التي تنتهي عندها الآمال وبناء على ما يجري فيها يكون تقييم الشّقاء والسّعادة، فالشّقي هو من شقي وتعب في الدنيا أو لم ينل منها وقتًا وافرًا للمتعة واللّذة، والسّعيد هو من عاش دنياه هذه في نعيمها وترفها، وهذا مجافٍ للحقيقة التي ينبغي أن يحملها المسلم في قلبه شعورًا وفي عقله اقتناعًا وهي أنّ الحياة الحقيقيّة الباقية هي الحياة الآخرة وأنّ الدنيا ما هي إلا حياة فانية وزائلة؛ فمقياس السّعادة والشّقاء الحقيقيّ هو بمقدار ما يكون الإنسان سعيدًا في الآخرة لا في الدنيا.

وقد تضافرت الآيات والأحاديث لترسيخ هذا المعنى، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يعمل على ترسيخه في القلوب والعقول من خلال الإكثار من ذكره بأساليب وآليّات مختلفة، ومن تلك الأدلة الكثيرة قوله تعالى في سورة العنكبوت: “وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ” وقوله تعالى في سورة غافر: “يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ”.

وقد رسّخ رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنّ معيار السعادة والشقاء إنما يكون بمقدار ما يتحصل في الحياة الحقيقيّة وهي الآخرة لا في الحياة الدنيا العابرة القصيرة، ومن ذلك ما أخرجه مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: “يُؤْتَى بأَنْعَمِ أهْلِ الدُّنْيا مِن أهْلِ النَّارِ يَومَ القِيامَةِ، فيُصْبَغُ في النَّارِ صَبْغَةً، ثُمَّ يُقالُ: يا ابْنَ آدَمَ، هلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هلْ مَرَّ بكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فيَقولُ: لا واللَّهِ يا رَبِّ، ويُؤْتَى بأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا في الدُّنْيا مِن أهْلِ الجَنَّةِ، فيُصْبَغُ صَبْغَةً في الجَنَّةِ، فيُقالُ له: يا ابْنَ آدَمَ، هلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هلْ مَرَّ بكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فيَقولُ: لا واللَّهِ يا رَبِّ، ما مَرَّ بي بُؤْسٌ قَطُّ، ولا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ”

فعندما يترسّخ هذا المعنى في القلب والذّهن ونعلم أنّ الأطفال الذين قتلوا في الحرب أو الكوارث أو غيرها بقدر الله تعالى قد انتهت حياتهم في الدّنيا التي لا تساوي في مقدارها شيئًا في جنب مقدار الآخرة الباقية المستمرة وهي الحياة الحقيقية، وأنّهم في الحياة الحقيقيّة الباقية يعيشون في النعيم المقيم، وأنّهم لن يتعرضوا لما سيتعرّض له سائر الخلق من أهوال يوم القيامة والحساب والعذاب؛ فأيّ شعورٍ بأنّهم تعرّضوا للظلم بإنهاء حياتهم الدنيا سيعيشه تجاههم من يؤمن بالآخرة وحقيقتها؟!

ولو أردنا أن نعقد مقارنة بميزان الربح والخسارة الذي يحتكم إليه المسلم في حياته، فالأطفال الذين قتلوا ورحلوا دون سنّ التكليف خسروا الدنيا الفانية وطول العمر فيها لكنهم ربحوا الآخرة كلها بجنانها ونعيمها وخلودها، واستقرار هذا المعنى يبعث في نفوس آبائهم وذويهم الرّضى عن الله تعالى غير أنّه لا ينبغي أن يكون سببًا في الرّضى عن المجرمين القتلة أو المقصرين المهملين، لأنّ الرضى بما يقضيه الله تعالى لا يعني أبدًا الرضى بما يجترحه المجرمون أو يؤدي إليه إهمال المقصرين، فالرضى بقضاء الله لا يعني على الإطلاق إعقاء المجرم أو المقصّر من مسؤوليّته.

خامسًا: بين تلمُّس الحكمة والوقوع على العلّة

عند الحديث عمّا يصيب الأطفال في الحرب من قتل أو إصابات أو ما يصيبهم من أمراض قاسية موجعة ومرهقة للآباء والأمهات والمحيط من حولهم يبدأ الجميع بتلمُّس الحكَم من هذه الابتلاءات، وتزخر خطاباتنا الدعويّة ببيان الحِكَم من ذلك، وهذا مهمّ في درب التزكية القلبيّة والتربيّة الإيمانيّة والتهذيب السلوكي.

غير أنّنا يجب أن نلاحظ أنّ هذه الحكم التي يتمّ سوقها قد لا تكون هي العلّة والسبب للحدث والابتلاء والاختبار، فعندما نقول: إنّ من حكم هذه الابتلاءات التي تصيب الأطفال تكفير سيئات آبائهم وأمهاتهم ورفع درجاتهم إن صبروا، وإنّ هؤلاء الأبناء سيكونون حجابًا لهم من النار، وإنّ من حِكَم الابتلاءات التي تصيب الأطفال أنها تكون سببًا لفتح أبواب كثيرة من الأعمال الصالحة التي يحبها الله تعالى من أبويهم وذويهم ويكافئهم عليها، مثل: الدّعاء، والشّكر، والصّبر، والاستغفار، والإيثار، والرّحمة، والصدقة، مما يكون سببًا في زيادة حسناتهم، وحطّ سيئاتهم، ورفع درجاتهم، وغير ذلك الكثير مما يتلمّسه النّاس من الحِكَم في الابتلاءات التي تصيب الأطفال، فإنّ هذه الحِكَم كلّها لا ينبغي التعامل معها على أنّها هي العلّة المسبّبة لما يقع للأطفال لأنّ هذا سيؤدّي إلى أسئلة استنكاريّة لا تنتهي، وكلّها تستندُ إلى الخلط بين الحكمة التي يتلمّسها الناس لتطييب قلوبهم وتهذيب نفوسهم وتزكية قلوبهم وجعلها موضع العلّة التي الباعث والدافع المسبّب لوقوع هذا الحدث، والعلّة في ذلك كلّه هي أنّ الله تعالى أراد ذلك، أراده بقهره فهو القاهر فوق عباده، وأراده بحكمته فهو الحكيم اللّطيف الخبير، وأراده بعلمه وقوّته وقدرته؛ فهو الله الذي لا يسأل عما يفعل، ونحن الذين نسأل عمّا نفعل فيما قضاه الله تعالى وقدّره.وأخيرًا: فإنّ واجب المسلم أمام ما يراه مما يتعرّض له الأطفال في الحروب من قتلٍ أو إصابات تسبّب لهم إعاقات دائمة، وما يصيبهم من أمراض صعبة؛ أن يعلم أنّ هؤلاء الأطفال جزء من اختبار الله تعالى له في هذه الحياة الدنيا فينبغي أن يشغل نفسه بالإجابة عن سؤال الاختبار هذا؛ بإنقاذ الأطفال من براثن الأعداء وردّ العدوان عنهم ونصرتهم، ومد يد العون للمصابين والمرضى لعلاجهم وتأهيلهم وتربيتهم وتنشئتهم، فإشغال نفسه بسؤال: ماذا يجبّ علي تجاه الأطفال الذين يقتلون ويصابون في الحروب؟ هو السؤال الواجب وليس السؤال الإنكاري الموجّه إلى الله جلّ وعلا عن مقتلهم أو إصابتهم أو مرضهم!

محمد خير موسى

كاتب وباحث متخصص في قضايا الفكر الإسلامي ومشكلات الشباب والتيارات الفكرية

محمد خير موسى

كاتب وباحث متخصص في قضايا الفكر الإسلامي ومشكلات الشباب والتيارات الفكرية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى