في إطار سعيه لتحقيق رسالته وضمن عمله على دعم كوادر ونخب الشباب الناشط والفاعل نظّم مركز غراس مخيمه الصيفي الأول في مدينة إسطنبول من تاريخ 24 إلى تاريخ 25 من شهر آب/أغسطس الموافق ل 20 و21 من شهر صفر 1446 للهجرة.
ويعتبر التخييم من الأنشطة السنوية المعتمدة في وحدة الفعاليات، وهو مخيم فكري تكويني وترفيهي، نسعى من خلاله للتشبيك بين الباحثين والشباب ونشر الوعي بأهم القضايا المجتمعية والفكرية التي تواجه المجتمع حيث تعتبر هذه الأنشطة الأكثر قدرة على إقامة الحوارات المعرفية البناءة وتدارس الأفكار.
تميز المخيم بوجود 32 مشاركاً من الشباب والباحثين والضيوف الذين أثروا برامج المخيم وفق الفقرات التالية:
- لقاء التعارف الأول والحديث عن المستجدات
- الورشة الحوارية حول الانتماء والهويّة، مع الباحث شريف محمد جابر حيث ناقش خلالها دور الهوية في النهضة المعاصرة، وعلاقتها بالولاء، وتطرّق إلى الهويات الوطنية “المخترعة” على وصفه، وكيف تشكّل معوقات أمام التمكين المعاصر، مبيّنا أنّ التحرر منها ضروري لإزاحة الأورام من أمام العمل الإسلامي، فضلا عن خلوّها من المرجعية الضابطة وافتقارها إلى محور استقطاب. وعرّج خلال كلمته على قضية فلسطين وكيف نشأت الهوية الفلسطينية، خاتما الحديث بتناول نماذج عالمية معاصرة لخطابات متجاوزة للهوية القومية أو الوطنية.
- المسير لشاطئ البحر للتأمل وتبادل الأحاديث
- ركوب الخيل
- لعبة الباركور
- الأمسية الأدبية مع الكاتب والطبيب أيمن عوض، حيث قدم عن الأدب والشعر والشعراء، كما تم إلقاء عدة قصائد في الأمسية بعضها يُقال لأول مرة.
- دور الأعمال الأدبية في التوعية مع الروائي وكاتب القصة القصيرة عماد كوسا، وتم توزيع مجموعته القصصية الجديدة “بكاء مدينتين” كهدية في المخيم.
- محاضرة علمية بعنوان “القرآن رؤية وهداية” قدمها ضيف المخيم الدكتور صهيب محمود السقار وهو باحث وأستاذ جامعي، تكلم فيها عن الرؤية الإجمالية لدين الإسلام، ولماذا يجب الانقياد لهذه الرؤية وما تحديات الاهتداء بها، وما هو الاستهلال في القرآن؟، كما أشار الدكتور في حديثة لبعض الأدوات التي نستطيع من خلالها فهم والواقع والمجريات اليوم من صراعات فكرية وثقافية وقتالية من رؤية إسلامية وفق منهجية الاهتداء بالقرآن التي قدم لها بداية المحاضرة.
- الجلسة الختامية للمخيم والحديث عن واجب الشباب المسلم اليوم مع الداعية أ. سليمان اللوش وتحدث عن مهمة الإعداد الجيد في مرحلة الشباب وعن المسؤولية الملقاة على عاتق الشباب في التغيير والإصلاح وخاصة في الظروف التي تشهدها المجتمعات العربية اليوم.
ختامًا، لقد حقق مخيم غراس الصيفي أهدافه المرجوة بنسبة كبيرة، حيث وفّر بيئة محفزة للتفكير والنقاش بين الشباب حول قضايا محورية تهم الأمة المسلمة، من خلال فقراته المنوعة.
نأمل أن يكون هذا المخيم قد ترك أثرًا إيجابيًا على فكر الشباب المشاركين، وأتاح لهم أدوات معرفية تساعدهم على اتخاذ مواقف مستنيرة في حياتهم، نتطلع إلى مواصلة هذا النوع من الفعاليات، لتستمر مسيرة المركز في تحقيق رسالته وأهدافه.
