التقارير الموضوعية

حرب غزة: المنطلقات الأيديولوجية وحضور الهوية

مقدمة

جاء يوم السابع من أكتوبر ليرسم وجهًا جديدًا للشرق الأوسط والعالم أجمع، فبعيداً عن الأبعاد الجيوسياسية والاقتصادية، ظهرت تأثيرات أكبر ترتبط مباشرة بالهوية الحضارية وتأثير الصراع في مستقبل العلاقة بين الإسلام والغرب.

وقفت الحكومات الغربية ومعظم وسائل إعلامها منذ انطلاق معركة “طوفان الأقصى” في صف العدو الإسرائيلي، تسانده من جهة، وتمارس ازدواجية فاضحة في المعايير من جهة أخرى، فهي تنحاز لروايته، وتتبنى أكاذيبه حول مجازر قتل الأطفال وقطع رؤوسهم واغتصاب فتياتهم، بهدف إظهار إسرائيل ضحيةً مظلومة، وقعت فريسة سهلة بين أنياب المجرمين!

يُعيدُ هذا المشهد الغربي حقبة قريبة في تاريخ الصراع الإسلامي الغربي إلى الأذهان، حينما خرج الرئيس الأمريكي جورج بوش 2003 مخادعًا العالم بادعاء امتلاك العراق أسلحة دمار شامل تشكّل تهديدًا لأمنها القومي، في سبيل تسويغ احتلال العراق وتدميره، لكن فلتة لسانه أعلنتها صريحة: “إنها حملة صليبية جديدة”.

قريب من هذا المشهد يتكرر على لسان الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، فيخرج أمام العالم، مدعيًا أن مقاتلي حماس يقتلون الإسرائيليات ويقطعون رؤوس الأطفال، والهدف تسويغ جرائم إسرائيل في حق أهل غزة، وقبول مواطني الولايات المتحدة دعمَه المطلق لإسرائيل وتفاخره بأنه صهيوني قديم.

انتقلت الحرب من ساحة الدفاع عن النفس وتحرير الأرض إلى استكمال لحرب صليبية، وارتفعت الأصوات مطالبة بالقضاء على حركات المقاومة في غزة.

ضاربة عرض الحائط المواثيق والقوانين الدولية التي تؤكد حق حركات المقاومة في العمل على تحرير أرضها والدفاع عن نفسها، بالمقابل، فإن معظم وسائل الإعلام الغربية الرسمية تتعامى عن مئات المجازر المستمرة في حق الفلسطينيين منذ 1948 إلى اليوم في ظل الصمت والانحياز دولي الواضح للطرف المعتدي.

يتناول التقرير حضور مفهوم الهوية في الحرب الأخيرة التي تنفذها إسرائيل على أهلنا في غزة، وازدواجية القيم والمبادئ الغربية وتطرف الإعلام العالمي.

أولاً: هوية الصراع.. هل ثمة بعدٌ ديني في خطاب الحرب والدعم؟

منذ الساعات الأولى لانطلاق “طوفان الأقصى” تمسّك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوصف حماس بأنها “داعش” بهدف ربط حركة المقاومة بتنظيم معروف غربياً سياسيّاً ومجتمعيّاً بالعنف والإرهاب، وفي السياق ذاته استدعى نتنياهو تنظيم القاعدة بهدف التذكير بأحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001، تركت تداعيات سلبية على الانطباع الغربي تجاه المسلمين بشكل عام.

لا يستَغرَب في هذا السياق وصف نتنياهو الفلسطينيين بأنهم “أبناء الظلام”، وذلك في إطار المقارَنة بين الإسرائيليين والفلسطينيين حين قال: “نحن أبناء النور، وهم أبناء الظلام، ولا بدّ للنور أن يتغلب على الظلام”. ثم وجه كلامه للإسرائيليين، وقال: “سنحقق نبوءة أشعياء لن تكون هناك سرقة عند حدودكم، وستكون أبوابكم مجداً، معاً سنقاتل وسننتصر معاً”[1]. هذه النبوءة هي جزء من سفر أشعياء المكون من 66 فصلاً في الكتاب المقدس، حيث تتحدث هذه النبوءة عن قيام دولة إسرائيل الكبرى بين نهري النيل والفرات وإحداث دمار هائل في كل من العراق، ودمشق، واليمن، ومصر.

لم يكن هذا الاستدعاء بعيدًا عن الذهنية الإسرائيلية، فإن الواقع المعاصر يستلزِم تقديم مسوغات فلسفية وأخلاقية تسمح بارتكاب المذابح دون تصاعد الانتقاد للإسرائيلي، ومن هنا حرص الخطاب الإسرائيلي على تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم، ولعل تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت كان أصرح تعبيرًا في إيضاح هذا المقصد حين قال: “إننا نحارب الحيوانات البشرية”.[2]

وإذا كان الخطاب السياسي للوزراء بهذا الوضوح في التجريد من الإنسانية، فثمة عنصرية متوازية منشأها التعاليم الدينية الصهيونية المتطرفة التي تصب في سياق تجريد الفلسطيني من إنسانيته وهويته، ويتجلى ذلك في تصريح الحاخام عوفاديا يوسف، الزعيم الروحي لحزب شاس، الذي قال: “عندما يقتل يهودي مسلما، فهو كما لو أنه قتل ثعبانا أو دودة، ولا يمكن أن ينكر أن كلاً من الأفعى والدودة يشكلان خطراً على الإنسان، ولذلك فإن التخلص من المسلمين، مثل التخلص من الدود، أمر طبيعي”[3]، ودعمًا لهذا السياق الديني المتطرف، صرح كلٌّ من جو بايدن الرئيس الأمريكي[4]، ووزير خارجيته[5] والسيناتور الأمريكي ليندسي غراهام[6] بتصريحات دينية وسياسية تفتح لإسرائيل باب الإبادة على مصراعيه، ولم يقف الأمر هنا بل امتدّ إلى منظمات دينية كبرى في العالم الغربي، مثل جماعة “المسيحيون المتحدون من أجل إسرائيل”[7]، ولجنة الأخلاق والحرية الدينية، التي توصف بأنها ذراع المؤتمر المعمداني الجنوبي، وهي طائفة تضم 45 ألف كنيسة في الولايات المتحدة، حيث أصدر كل منهما بياناً دينيًّا داعمًا لإسرائيل[8] من منظور الحق الإلهي في تنفيذ الإبادة في إطار الدفاع عن النفس.

يرى دانييل هامل، المؤرخ الأمريكي ومؤلف كتاب “إخوة العهد: الإنجيليون واليهود والعلاقات الأمريكية الإسرائيلية” أن أحد الاتجاهات الرئيسية في اللاهوت الإنجيلي يرتكز على نبوءة أن عودة اليهود إلى المنطقة تبدأ مع معركة هرمجدون التي تستمر سبع سنوات، وبعدها سيعود يسوع المسيح، ولتحقيق هذه الغاية، سيطرت قضية إسرائيل وفلسطين على الخطب في الكنائس الإنجيلية خلال يومي الأحد الماضيين، وقال هاميل: “كان الموضوع الرئيسي هو أن هذه الحرب ذات أهمية نبوية”[9].

لقد استدعت الحرب الدائرة حالياً مفاهيم دينية مرتبطة بسياقات الحرب الصليبية، فقامت إسرائيل ومعها الدول الغربية باستدعاء الخطاب الديني والهوية في سبيل تسويق مواقفهم الإجرامية، وتعزيز التضامن الغربي الرسمي والشعبي معها، وطمس حقيقة حق الفلسطينيين في مواجهة المحتل، وفرض سردية جديدة مبنية على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها أمام العنف “الفلسطيني” وهو ما يردده الإعلام العالم الغربي وقادته.

ثانياً: حرب السرديّة.. الغرب والدعم الإعلامي، كيف ولماذا؟

مارست الدول الغربية العديد من الممارسات الداعمة للكيان الصهيوني بدءًا من الزيارات المتكررة لرؤساء تلك الدول وحشد القوات الأمريكية بعض سفنها الحربية، وقد تناولت بعض التقارير مشاركة قوات أجنبية في الهجوم على غزة[10]، مما يؤكد أن الدول الغربية أخذت على عاتقها الدعم المستمر لإسرائيل، نظرًا لدور الغرب في إنشاء إسرائيل وظيفيًّا، ويمكن تناول هذا الانحياز من زاوية الدور الإعلامي، ومطاردة المتضامنين مع فلسطين.

أولاً: الدور الإعلامي.. إعلام الحقيقة الواحدة.

أدارت الهيمنة الغربية دعم الحملة الإسرائيلية بوصف حماس والشعب الفلسطيني بأنهم تنظيمات إرهابية موافقة لنهج “داعش”، وبثتآلاف الصور للأوروبيين تعرض شهادات صادمة عن الهجمات التي نفذتها حماس، ونشرت عشرات المقاطع من الجثث المحترقة، والعائلات الثكلى، على قنوات التواصل الاجتماعي الرسمية لوزارة الخارجية الإسرائيلية وفي الحملات الإعلانية المدفوعة.

هدفت هذه الحملة لإبقاء تلك الصور والمناظر ورواية إسرائيل الوحيدة حاضرة في أذهان الجمهور الأجنبي، حيث تشير أرقام شركة سيمرش الأمريكية للبرمجيات أن التكلفة بلغت 8.5 مليون دولار، والهدف الرئيسي للحملة الإعلانية هو فرنسا، موطن أكبر الجاليات اليهودية والإسلامية في أوروبا، حيث تم إنفاق 4.6 مليون دولار، وجاءت ألمانيا بعد ذلك بمبلغ 2.4 مليون دولار، تليها المملكة المتحدة، حيث أنفقت 1.2 مليون دولار[11].

رصدت الباحثة التركية أديبة بياض جاغلار، أن وسائل الإعلام الغربية بما في ذلك محطات البث التي تمولها الدولة مثل هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي وقناة دويتشه فيله DW الألمانية، ووسائل الإعلام العالمية مثل نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، وتايمز أوف لندن، وسي إن إن، وفوكس نيوز، قدمت خطابها من خلال عدسة الحقيقة الواحدة، وهي الرواية الإسرائيلية، فيما يتعلق بالأعمال الوحشية العديدة التي شهدتها الأرض.

ومن أجل دعم هذه الرواية بوصفها الواقع الوحيد، وتأكيدها سردية دائمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بنت وسائل الإعلام أربع مراحل رئيسية هي:

من خلال استخدام المعلومات المضللة والمحتوى الكاذب لخلق أساس لحجة الدفاع عن النفس، وغالبًا ما تُستخدم المعلومات المضللة لإعداد الجمهور لتقبل الإبادة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وتقبل كونها خطوة ضرورية، ففي اليوم الأول من الهجمات، أحدث خبر واحد ضجة كبيرة، وهو أن “حماس تقطع رؤوس 40 طفلاً” ولكن لم يكن هناك أي تحقق من المعلومات في كل من الشبكات التي بثته مثل فوكس نيوز، وسي إن إن، ونيويورك بوست.

  • صناعة شرعية ما قبل الهجوم:

وهذه الخطوة تأتي بهدف صناعة الشرعية قبل الهجوم الإسرائيلي، عبر إعداد الجمهور الدولي للهجمات القادمة، من خلال وصف “هجمات الاحتلال الإسرائيلي بأنها عادلة”. ويتضمن ذلك صياغة خطاب الإعلام لدفع الجمهور نحو تقبّل الهجمات الوشيكة، والجدير بالذكر أن هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عممت معلومات تزعم أن المستشفيات كانت تستخدم كأنفاق لحماس قبل يوم واحد فقط من استهداف أحد المستشفيات، وهذا بحد ذاته توقيت لافتٌ، فقد سمع هذا الخبر ملايين الناس، وصار لدى كثير منهم قَبول ذهني لما قد يجري بعد ذلك.

  • تجريد ضحايا أحد الجانبين من إنسانيتهم:

لقد ركزت وسائل الإعلام الغربية على ضحايا الجانب الإسرائيلي من خلال المقابلات مع عائلات السجناء، والأفلام القصيرة، التي بثّت بشكل متكرر على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي المقابل، فإن الضحايا الفلسطينيين أصبحوا مجرد أرقام، ويفتقرون إلى عمق الروايات الفردية والمعاناة الإنسانية.

  • إخفاء القاتل الحقيقي:

تتجلى المرحلة الرابعة من الدعاية في التغطية الإعلامية الغربية للخسائر الإسرائيلية والفلسطينية، ولعل التحيز اللغوي في الأخبار هو أصرح الأمثلة على ذلك، فحين يوصَف الإسرائيليون بأنهم “قُتِلوا”، بالتوازي مع وصف الفلسطينيين بأنهم “ماتوا”، فإن الغاية من ذلك عدم تسليط الضوء على قاتل الفلسطينيين الحقيقي[12].

ثانياً: مطاردة المتضامنين مع فلسطين

احتشدرؤساء العالم في باريس لإدانة الهجوم على صحيفة “شارلي أبدو” عقب الهجوم عليها إثر نشرها رسوماً مسيئة بالرسول صلى الله عليه وسلم بدعوى الحفاظ على القيم والحريات الغربية، لكن فرنسا وغيرها من الدول الغربية قامت بالعديد من الإجراءات القمعية لمنع التعاطف الشعبي تجاه فلسطين[13].

من المفترض أن حركة التعاطف حرية التعبير عن الرأي من جوهر المبادئ والأسس التي قامت عليها الحضارة الغربية، إلا أن سلوك الحكومات ناقض ذلك بكل وضوح، فقدألغت وزارة الداخلية البريطانية -على سبيل المثال- تأشيرة الإعلامي المصري معتز مطر، بسبب موقفه الرافض للعدوان الإسرائيلي على غزة[14]، ورحًلت السلطات الفرنسية، الناشطة الفلسطينية مريم أبودقة إلى مصر [15] للسبب ذاته.

بالتوازي مع ذلك تواجه التعليقات ضد إسرائيل وسياستها على وسائل التواصل الاجتماعي تدقيقًا مكثفًا، وذلك تحت شعار معاداة السامية، وقد فقد الكثير من الأشخاص وظائفهم بسبب تعليقاتهم ومنشوراتهم عبر الإنترنت ضد إسرائيل، على سبيل المثال: قامت مجموعة سيتي جروب ومكتب مراقب ولاية إلينوي بطرد بعض الموظفين لديهما لنشرهم تعليقات وُصِفت بأنها “معادية للسامية” على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي ميامي بفلوريدا، قالت مجموعة CG Smile لطب الأسنان إن طبيب أسنان “تم فصله من طاقمنا” بعد نشر أشرطة فيديو تظهره وهو يزيل ملصقات لإسرائيليين اختطفتهم حماس من الأماكن العامة[16].

ومثل هذا ما فعلته شبكة “إم إس إن بى سى” الأمريكية، التي فصلت ثلاثة من أبرز مذيعيها المسلمين، وفُصِل المراسل الرياضي جاكسون فرانك من موقع “فيلى فويس” بعد أن كتب على موقع إكس “أتضامن مع فلسطين دائما”[17].

ثالثاً: المنطلقات الأيدلوجية للمواقف الغربية

عام 1994، استشهد الرئيس الأمريكي بيل كلينتون أثناء خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي في احتفال اتفاقية السلام بين إسرائيل والأردن، كلمات قسه المعمداني “وو فوت ” Worley Oscar Vaught” : “إذا تخليت عن إسرائيل، فلن يغفر لك الله أبداً” وقال إنها إرادة الله أن تستمر إسرائيل، الوطن الكتابي لشعب إسرائيل، إلى الأبد[18]

إن استحضار كلينتون الصريح لقسه المعمداني وإشارته إلى الاقتناع اللاهوتي بأن الشعب اليهودي لديه حق إلهي في فلسطين، يكشف بوضوح عمق وحجم تأثير الصهيونية المسيحية في السياسة الأمريكية، وهذا يرجع -بطبيعة الحال- للخطاب الديني المسيحي الأميركي المترسخ فيها منذ مطلع القرن السابع عشر، والذي درج على تلقين الناس أن فلسطين هي أرض المسيح، وأن المسيح لن ينزل إليها إلا بعد هجرة اليهود إليها مرة أخرى.

ارتبطت رؤية السياسة الخارجية الأميركية تجاه إسرائيل باعتبارها الدولة التي بناها الإنجيل، واحتلت هذه الفكرة مكانة مهمة في الإنتاج الثقافي الأميركي، مثل الروايات والأفلام حيث روج هذا الإنتاج الثقافي لفكرة أن إسرائيل تستحق حماية الولايات المتحدة ومساعدتها؛ لأن إسرائيل هي شعب الله المختار. وأسهم هذا الإنتاج الثقافي القائم على استغلال العواطف الدينية في تشكيل السياسة الخارجية تجاه إسرائيل والدول العربية[19]، وعليه فقد شكلت الرؤية الدينية العلاقات الخارجية الأميركية منذ نشأة الحركة الصهيونية في نهاية القرن التاسع عشر، وأسهمت هذه الرؤية في تزايد تأييد أميركا ومساندتها للحركة الصهيونية خلال الثلاثينيات، وفي تحيز أميركا المستمر لإسرائيل بعد إنشائها عام 1948، بل إن السياسة الداخلية بعد عام 1980 شهدت تطوراً ساهم في تشكيل العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، من خلال صعود اللوبي المؤيد لإسرائيل كقوة سياسية تشكل مواقف الكونجرس تجاه إسرائيل، ويعود تاريخ المنظمات اليهودية الرئيسية التابعة للوبي المؤيد لإسرائيل إلى منتصف القرن حيث تأسست منظمة آيباك AIPAC التي تعرف بأنها اللوبي اليهودي الأقوى في العالم في أمريكا عام 1951 [20].

لقد أسهم موقف أميركا السلبي من الإسلام في تقوية علاقاتها بإسرائيل؛ وهذا ما يبدو واضحاً في العلاقة بين أميركا وإسرائيل، رغم أن الجالية الإسلامية أكبر عدداً من الجالية اليهودية، ولكن كان للدين، أي العلاقة التاريخية بين اليهودية والبروتستانتية وتحديداً الانجيليين منهم، واللوبي اليهودي، ورؤوس الأموال اليهودية؛ دور كبير في تشكيل السياسة الخارجية لأمريكا والدول الغربية.

من هنا، فإنه ما إن بدأت عملية طوفان الأقصى، حتى بادر الساسة الغربيون المرتبطون عقائديًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا باللوبي الإسرائيلية إلى تقديم دعمهم المادي والمعنوي اللامحدود لإسرائيل.

رابعاً: السقوط الحضاري والقيمي الغربي

فرض الغرب على العالم خلال العقود الأخيرة هويته وثقافته ورؤاه بشكل واضح من خلال آليات ووسائل عدة تحكّم هو بزمامها، وباتت المنطقة الإسلامية كوعاء يضع به الغرب ما يريده من مفاهيم وانتماءات وغيرها، فبات الغرب حامي القيم والمبادئ الإنسانية بالرغم من انتهاكه لها ما لا يعد ويحصى في أفغانستان والعراق وغيرها من دول العالم، ومع سلوك هذه الدول سبيل الدعم اللامتناهي للإبادة في غزة، تأكد للعالم أن واقع الوحشية والعنصرية الأمريكية والصهيونية مظهر بارز من مظاهر نهاية الرواية الغربية المستندة إلى خطاب القيم.

ثالثاً: حرب غزة وصراع الهوية.. وقفة مع الواقع والانعكاسات المحتملة!

تظل الهوية وصراعاتها الحلقة الأهم في صراع الهيمنة والسيطرة على العالم، ولم يكن مصطلح صراع الحضارات (Clash of Civilizations) الذي أطلقه في العام 1993 العالم والسياسي الأمريكي صامويل هنتنغتون إلا تعبيرًا حقيقيًّا عن مركزية الهوية الثقافية في صراعات السياسة والمصالح والمال، وقد أكد هنتغتون أنّ الصراعات التي ستعقب الحرب الباردة في سياق العلاقات الدولية ستكون بسبب الصدامات الثقافية وليس الصدامات القائمة على الأيديولوجية أو المصالح الاقتصادية.

إن خوف الغرب من الهوية الإسلامية، واحتدام الصِّراع بين الحضارتين، ليس أمرًا جديدًا، وإنما هو أمرٌ قديم، وهو ما عبر عنه هنتنغتون حينما قال: “إن الصراع على طول خط الخلل بين الحضارتين الغربية والإسلامية يدور منذ  1300 عام”[21]، ويبدو أن الساسة الغربيين يرون حتمية استمرار هذا الصراع بالتوازي مع تزايد أعداد المسلمين، فوفقاً لتوقع مركز “بيو” الأمريكي لأبحاث التغيرات الديموغرافية في الديانات الكبرى فقد توقع أن يصبح الإسلام أكثر الديانات انتشارًا في العالم بحلول سنة 2070، وأوضح المركز أن عدد السكان المسلمين سينمو بنسبة 73% بين عامي 2010 و2050، بالمقارنة مع 35 % لدى المسيحيين الذين يشكلون ثاني أسرع ديانة نمواً في العالم، وبهذا، فإن الديانة الإسلامية ستصبح الأولى في العالم بحلول سنة 2070 إذا ما واصل الإسلام نموه بهذه الوتيرة “[22] إن الغرب -في إطار الصراع على الهوية- استطاع التحكم بـ “العولمة” لصالحه، فجعلها ستارًا لنشر ثقافته، وصبغ دول العالم بصبغته، ويبدو هذا بوضوح من خلال كتابات ومقولات عديدة لمفكري الدول الغربية وقادتها السياسيين، الذي يوضحون مدى خوفهم من الهويات الأخرى، خاصة الهُوية الإسلامية، ومن هنا، يتضح لنا شراسة الحملات الغربية الخيرة في سياق محاولة فرض الهويات الغربية الحديثة كالترويج للتطبيع مع المثلية وغيرها من الممارسات التي تنتهك القيم الإنسانية العليا، كسلوك لفرض القيم الغربية ومحو الهويات الأخرى أمامها.

نتساءل في هذا الإطار، ما الهوية التي تطبع الحرب الأخيرة في غزة، وما تداعياتها على المشهد الثقافي إسلاميًّا وغربيًّا؟

أولاً: هوية الصراع.. هل نحن أمام حرب دينية؟

إن استدعاء الكيان الصهيوني وحكام الغرب لمفاهيم الحرب الدينية والأيديولوجية يشير إلى ارتفاع حدة الإسلاموفوبيا خاصة في أوساط السياسيين الغربيين، فالصورة الذهنية والمنطق السائد لدى قادة وساسة الغرب أنّ حماس والعرب والمسلمين يكرهون اليهود ويريدون اقتلاعهم من الجذور.

هذا الاستدعاء الديني مرتبط بمفهوم الحرب الصليبية، وهو استدعاء ليس بجديد، فقد ذكره عدد من قادة الغرب في محطات سابقة، مثل الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن في الأسابيع التي أعقبت هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر عام 2001 حيث قال: إن هذه حملة صليبية.. هذه الحرب على الإرهاب ستستغرق فترة من الوقت[23].

في المقابل، تقوم حركة “حماس” على أيدلوجيا عقائدية، فمرجعيتها الإسلامية تؤكد ضرورة المقاومة ضد الاحتلال ومقاومته، وفي السنوات الأخيرة، طورت من خطابها لتصبح حركة تحرر وطني تركز على حقها في التحرير، وبالرغم من حرصها على استدعاء الآيات القرآنية في خطابها واستذكار روح المقاومة في أدبياتها، إلا أنها حريصة على عدم استخدام مفاهيم الحروب الصليبية أو الحرب الدينية.

يشير السياق العام إلى أن هذه الحرب تأتي في إطار الصراع الحضاري والقيمي بين الإسلام والغرب، فغزة هي النموذج الوحيد الباقي في المنطقة الذي يحمل راية مواجهة الهيمنة الغربية وربيبتها إسرائيل، ويبدو هذا جلياً من حوار “نتنياهو” حين قال: إن الدور الأمني ​​الذي ستلعبه إسرائيل في غزة ما بعد الحرب سيكون مصحوبًا بـ “سلطة مدنية يُعاد بناؤها كنوع من السلطة الفلسطينية المدنية” تسيطر على غزة وتكون “مستعدة لمحاربة الإرهابيين” وتعليم الأطفال من أجل “مستقبل من السلام والتعاون والازدهار والتعاون مع إسرائيل” و”ليس إبادة إسرائيل”[24]،

وهذه الاقتباسات تؤكد أن رؤية نتنياهو لمستقبل المعركة ترتكز -لتتحقق- على تغيير عقيدة الفلسطينيين وهويتهم وتعليمهم القبول والاندماج مع المشروع الإسرائيلي.

إن الحرب الدائرة الآن محطة من محطات الصراع الإسلامي الغربي، وهي بالطبع من أوجه الصراع المتعددة سواء عسكريًّا أو فكريًّا، فمخطئ من يظن أن الحرب على الإسلام توقفت في فترة من فترات التاريخ، لأن كيد الباطل ضده لا يتوقف، وما إن يهدأ قليلًا، حتى يعود أكثر شراسة. 

ثانياً: تداعيات الحرب على الهوية الإسلامية

بالرغم من أن حرب غزة تأتي في سياق عربي متردٍّ، إلا أن المقاومة كانت حريصة على استدعاء الهوية الإسلامية من خلال خطاباتها المتعاقبة، وكذلك من خلال عنوان المعركة “طوفان الأقصى” وهو إشارة واضحة إلى المسجد الأقصى، ثالث الحرمين الشريفين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء “الطوفان” للتذكير بأن هوية الفلسطيني قائمة على حقه في مقاومة الاحتلال.

نجحت المقاومة بالرغم من الحملة الإعلامية الغربية والتعتيم الإعلامي في خلق حالة إسلامية ودولية جديدة تجاوزت فيها سنوات الذل والتبعية، حيث باتت المقاومة -بعيداً عن المواقف الرسمية – نموذجًا جديدًا لإحياء الهوية الإسلامية، فانطلقت أقلام الكتاب وريش الفنانين لتسهم في المعركة بناء على أنها امتداد لنماذج إسلامية مقاوِمة.

بات من الواضح اليوم أن جيلاً جديدًا يتشبّه بالمقاومة، والأمثلة في هذا الصدد كثيرة، فقد تداولت صفحات الفضاء التواصلي الاجتماعي الكثير من ذلك، فربما رأيت في تصفّحك طفلًا لما يبلغ العامين لقِّب بأبي عبيدة، أو ترى الأغاني

الشعبية تردد ذكريات الطوفان في الأفراح، وذاك طالب عماني، يلقي كلمة عن فلسطين، مرتديًا الكوفية الحمراء، يقول في كلمته: “علموا أطفالكم أن فلسطين محتلة، والأقصى أسير، والمقاومة شرف، وأنه لا توجد دولة اسمها إسرائيل”[25].

وقد عرِضت في إحدى الصفحات ورقة لاختبار التربية الإسلامية لطلاب الصف السادس الابتدائي بمدرسة الرواد بمنطقة البقاع في لبنان. تضمنت صورة لمتحدث المقاومة مع سؤال: “من هذه الشخصية؟ وماذا تعني لك؟”[26].

هذه النماذج تؤكد لنا أن الهوية انتقلت من ثقافة النخبة إلى ذاكرة القطاعات المجتمعية كافة، بالرغم من حالة الموات المجتمعي تجاه القضايا الإسلامية في الآونة الأخيرة وانسياق معظم المجتمعات إلى خطاب التطبيع والمهادنة مع إسرائيل.

ثالثاً: تداعيات الحرب على الهوية الغربية

بالرغم من حجم التزييف الإعلامي الذي انتهجته الحكومات الغربية إلا أن “طوفان الأقصى” أظهر تضامناً شعبياً كبيراً، فوحّد هتاف “فلسطين حرة” آلاف المتظاهرين في العديد من العواصم العالمية، وبات من الطبيعي مهاجمة زعماء الدول الغربية تنديداً بموقفهم المخزي تجاه الجرائم الإسرائيلية[27]، وقد انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي العديد من الفيديوهات التي تشيد بصمود الفلسطينيين، وكانت مدخلاً مهماً للبحث عن الإسلام وتلاوة القرآن، وإشهار بعض المشاهير إسلامهم[28] بالرغم من تقييد معظم وسائل التواصل المحتوى المتضامن مع غزة، إلا أن عدد من الدراسات الإحصائية كشفت تفوُّقَ مشاهدات المنشورات المؤيدة لفلسطين على مشاهدات المنشورات المؤيدة لإسرائيل، فعلى سبيل المثال: فلقد تضاعف عدد مشاهدات منشورات TikTok التي تستخدم هاشتاج #StandwithPalestine على مستوى العالم ما يقرب من أربعة أضعاف مقارنة بالمشاركات التي تستخدم هاشتاج #Standwith Israel وذلك خلال المدة من 23 إلى 30 أكتوبر، ووفقًا لبيانات TikTok ، فإن 87 % من تركيبة جمهور منشورات #StandwithPalestine هم تحت سن 35 عامًا، مقارنة بـ 66% من تركيبة جمهور منشورات #Standwith Israel.[29].

وكشفت الدراسة التي أجراها فريق من موظفي المخابرات الإسرائيلية المتقاعدين، أن 7.39 مليار منشور دعموا إسرائيل فقط بينما دعم 109 مليارات و61 مليون منشور دعموا فلسطين والمقاومة؛ مؤكدة أن الفرق بلغ 93٪ من المنشورات لصالح فلسطين مقابل نحو 6٪ لصالح إسرائيل”[30].

ووفقاً لاستطلاع أجرته جامعة هارفارد/هاريس، فإن 51% من الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً يعتقدون أن حماس كان لها ما يبرر هجماتها على الإسرائيليين، كما أشارت استطلاعات أخرى إلى تسجيل دعم أعلى للفلسطينيين في الولايات المتحدة بين جيل الشباب مقارنة بالجيل الأكبر سنًّا[31]. وقد أظهر استطلاع رأي أجرته “رويترز/إبسوس” تراجع التأييد الشعبي في الولايات المتحدة، للحرب التي يشنها الاحتلال، وأظهر الاستطلاع، أن نسبة من يرون أن على أمريكا دعم الاحتلال، تراجعت إلى 32 %، وقلّت بذلك النسبة عن 41 % كان هذا موقفهم في استطلاع رأي أجرته رويترز في 12 و13 أكتوبر.

وارتفعت نسبة من قالوا إن “الولايات المتحدة يجب أن تكون وسيطا محايدًا إلى 39 % في الاستطلاع الجديد من 27 % قبل شهر. وقال أربعة % من المشاركين في الاستطلاع إن الولايات المتحدة يجب أن تدعم الفلسطينيين، وقال 15 % إنه لا ينبغي للولايات المتحدة أن تشارك على الإطلاق[32].

هذا التغيّر في المشهد الفكري والاجتماعي يدق ناقوس الخطر أمام الساسة الأمريكيين والغربيين، بدءًا من حجم التضامن والدعم الشعبي لغزة، وصولاً إلى التفكير في مستقبل العلاقة مع هذه المكونات الاجتماعية وتأثيراتها على مشهد السياسة في أرضها، ولذا بدأ بعضهم بالمطالبة بحجب تطبيق ” TikTok ” الذي لم يخضع تمامًا لمعايير التقييد على التضامن مع غزة، وعبّروا عن قلقهم من أنه سيغسل عقول الشباب الأمريكي، كما صرح بذلك النائب الجمهوري مايك غالاغر من ولاية ويسكونسن، حيث وصف تطبيق ” TikTok  بأنه “يغسل أدمغة شبابنا ضد البلاد وحلفائنا” من خلال “دعاية مؤيدة لحماس” وربما كانت “أكبر عملية تأثير خبيثة على الإطلاق”[33].

في هذا السياق رصد تقرير للصحفي درو هارويل ” Drew Harwell ” في صحيفة واشنطن بوست حجم المخاوف من قبل عدد من الساسة الأمريكيين تجاه التأثير على عقول الشباب الأمريكي[34] على خلفية الحرب في غزة.

الخاتمة

 يثبت التعامل الغربي مع ارتدادات معركة “طوفان الأقصى” ازدواجية المشروع الغربي وسقوطه الأخلاقي والقيمي، حيث يسعى لتسويغ الإبادة الإسرائيلية للفلسطينيين في غزة مقابل دعمها بالسلاح والإعلام لتسويق روايتها في وجه الواقع المرير.

يؤكد صمود حركة المقاومة أنها واحدة من أهم قيم الإلهام الداعم لحركاتِ التغيير، وتفتح الباب أمام الشباب للعودة بشباب الأمة إلى نموذجهم الحضاري، ونبذ قيم النموذج الغربي التي لا تتوافق معه، فهو النموذج القادر على إعادة الروح والهوية إلى الأمة.

يسعى الغرب في إطار هذه المعركة لإنهاء حضور الهوية الإسلامية، مقابل الترويج -رغم التناقض الواضح- للقيم الغربية بوصفها مبادئ إنسانية عادلة، إلا أن الغاية الحقيقية من وراء ذلك مسح أي خيار لمقاومة الهيمنة الغربية، وجعل المجتمعات العربية في تبعية مطلقة للقيم الثقافية الغربية.


[1] وعد بتحقيقها في عدوانه على غزة.. ماذا تعني “نبوءة أشعياء” التي تحدث عنها نتنياهو؟، عربي21، 28 أكتوبر2023، https://n9.cl/pwxhu

[2] وزير الدفاع الإسرائيلي: نحارب حيوانات بشرية.. لا كهرباء ولا طعام إلى قطاع غزة (فيديو)، RT، 9 أكتوبر2023، https://n9.cl/7kfc1

[3] الخطاب الإسرائيلي في “طوفان الأقصى”، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 12 أكتوبر2023، https://n9.cl/9nw3z

[4] عن كثب-“أنا صهيوني”.. كيف تشكل علاقة جو بايدن بإسرائيل سياسة الحرب، سويس إنفو، 21 أكتوبر 2023، https://n9.cl/xxwe0

[5] بلينكن: أزور إسرائيل بصفتي يهوديا وسنلبي جميع حاجاتها الدفاعية، الجزيرة نت، 12 أكتوبر2023، https://n9.cl/0axul

[6] “نحن في حرب دينية”.. ضجة يثيرها سيناتور أمريكي وما دعا إسرائيل للقيام به، arabic.cnn، 12 أكتوبر 2023، https://n9.cl/ndmt4

[7] Christians United for Israel، X، Oct 7, 2023، https://n9.cl/cr3xk

[8] Evangelical Statement in Support of Israel، The Ethics and Religious Liberty Commission، October 11, 2023، https://n9.cl/2a9t5

[9] Adam Gabbatt، ‘This war is prophetically significant’: why US evangelical Christians support Israel، theguardian، 30 Oct 2023، https://n9.cl/z92sw

[10] قوات على الأرض.. هل يشارك الجيش الأمريكي في العدوان البري ضد غزة؟، عربي21، 13 نوفمبر2023، https://n9.cl/8cr57

[11] How Israel Is Running Online Campaign to Target Hamas, Justify Gaza Bombings، ndtv ، October 31, 2023، https://n9.cl/ypn35

[12] Edibe Beyza Caglar، OPINION – Western media framing reveals more about their biases than Gaza’s realities، Anadolu Ajansı، 05.11.2023، https://n9.cl/cm6o2

[13]   Germany’s Stifling of Pro-Palestinian Voices Pits Historical Guilt Against Free Speech، New York Times، Nov. 10, 2023، https://n9.cl/x6te1

[14] داخلية بريطانيا تلغي تأشيرة الإعلامي المصري المعارض معتز مطر بسبب غزة، عربي21، 10 نوفمبر2023، https://n9.cl/ndnv1

[15] بعد قرار طردها إرضاء لإسرائيل.. فرنسا ترحل الناشطة مريم أبو دقة إلى مصر، الخليج الجديد، 11 نوفمبر 2023، https://n9.cl/a38xt

[16] KATE GIBSON، Growing number of workers lose their jobs for antisemitic social media posts، cbsnews، OCTOBER 20, 2023، https://n9.cl/g2qep

[17] الإعلام الغربى وحرب غزة.. سقطات مهنية أشعلت “انتفاضة غضب” بين الصحفيين.. “الأطفال مقطوعى الرؤوس” أبرز الأكاذيب.. تحقيقات “BBC” مع محرريها ضمن القائمة.. و750 صحفى يوقعون رسالة تدين الإدارات الإعلامية لحرب غزة، اليوم السابع، 10 نوفمبر 2023، https://n9.cl/h47lox

[18] REMARKS BY PRESIDENT CLINTON TO THE ISRAELI KNESSET، clintonwhitehouse6،  October 27, 1994، https://n9.cl/ziyxp

[19] د. سليمان صالح، دور الدين في تشكيل السياسة الخارجية والعلاقات الدولية، الجزيرة نت، 7 فبراير2022، https://n9.cl/ukl14g

[20] Daniel G. Hummel، Foreign Policy and Religion: U.S. Foreign Policy Toward Israelfree، oxfordre، March 201926، https://n9.cl/ki638

[21] الهوية الإسلامية والمؤامرة عليها – (1) غزو الهويات، موقع طريق الإسلام، 25 نوفمبر2021، https://n9.cl/4raxv

[22] دراسة أمريكية: الإسلام سيصبح أكبر ديانة في العالم بحلول 2070، Deutsche Welle، 10.03.2018، https://n9.cl/uofqo

[23] لجنة بوش الانتخابية تصف حملته على الإرهاب بالصليبية، الجزيرة نت، 19 ابريل 2004، https://n9.cl/6gnjs

[24] Netanyahu refuses to answer CNN on whether he would take responsibility for October 7 attack، CNN، November 12, 2023، https://n9.cl/vu11b

[25] طالب عماني يلقي كلمة عن فلسطين بـ”كوفية ” الحمراء (فيديو)، عربي21، 9 نوفمبر2023، https://n9.cl/c9q27

[26] طوفان الأقصى في أسئلة اختبار الابتدائي بلبنان، موقع الزبدة، 8 نوفمبر2023، https://n9.cl/v8sta

[27] “تتواطؤون مع القتلة”.. طلبة مؤيدون لفلسطين يقاطعون اجتماعا في الكونغرس (شاهد)، عربي21، 10 نوفمبر2023، https://n9.cl/wropw

[28] صمود غـ.ـزة ينشر الإسلام من جديد، https://n9.cl/69rhn، https://n9.cl/4o4sl

[29] On TikTok, views of pro-Palestine posts far surpass views of pro-Israel posts، axios، Oct 31, 2023، https://n9.cl/eecsf

[30] هكذا انتصرت المقاومة الفلسطينية “إلكترونيا” بـ15 ضعفا على “إسرائيل”، عربي21، 11نوفمبر2023، https://n9.cl/80bin، الخبر على الموقع الإسرائيلي بالعبرية، https://n9.cl/ackte

[31] Rebecca Meller, Inbar Noy-Freifeld، How the War in Gaza Affected American Public Support for Israel، The Institute for National Security Studies ،09/11/2023، https://n9.cl/h910z

[32] US public support for Israel drops; majority backs a ceasefire, Reuters/Ipsos shows، reuters، November 15, 2023، https://n9.cl/23ayt

[33] By Rep. Mike Gallagher، Why Do Young Americans Support Hamas? Look at TikTok، Free Press ، November 2, 2023، https://n9.cl/cjfhy

[34] Drew Harwell، TikTok was slammed for its pro-Palestinian hashtags. But it’s not alone.، washingtonpost، November 13, 2023، https://n9.cl/3l120

غراس للإنتاج الفكري

مركز غراس للإنتاج الفكر ي هو مؤسسة غير ربحية معنية بتحرير وتناول القضايا الفكرية والاجتماعية المعاصرة، تأسست في أكتوبر/تشرين الأول لعام 2023 ، والموافق ربيع الأول 1445 للهجرة.

غراس للإنتاج الفكري

مركز غراس للإنتاج الفكر ي هو مؤسسة غير ربحية معنية بتحرير وتناول القضايا الفكرية والاجتماعية… المزيد »
زر الذهاب إلى الأعلى